عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه
قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ''مَن أصابته فاقة فأنزلها
بالنّاس لم تسد فاقته، ومَن أنزلها بالله أوشك الله له بالغنى، إمّا بموت
عاجل أو غِنى عاجل'' رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح .
إنّ سُؤال الله تعالى وحسن الالتجاء إليه مع الاستعفاف عن سؤال النّاس أصل
عظيم من أصول الدِّين، له شواهد كثيرة من الكتاب والسُنّة. قال تعالى:
{لِلْفُقَرَاء الَّذِينَ أُحصِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ
ضَرْبًا فِي الأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاء مِنَ
التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لاَ يَسْأَلُونَ النَّاسَ
إِلْحَافًا وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ}
البقرة: 273، قال المفسرون: {يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ} أي بحالهم
{أَغْنِيَاء مِنَ التَّعَفُّفِ} أي من أجل تعففهم عن السؤال والتلويح به
قناعة بما أعطاهم مولاهم، ورضا عنه. وشرف النّفس {تَعْرِفُهُم
بِسِيمَاهُمْ} بما يظهر لذوي الألباب من صفاتهم.
قال السدي: هي أثـر الفاقة والحاجة في وجوههم وقلّة النِّعمة {لاَ
يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا} الإلحاف: الإلحاح وهو اللزوم وأن لا
يفارق إلاّ بشيء يعطاه، وقيل معنى الآية: إنْ سألوا سألوا بتلطّف ولم
يلحوا، فيكون النّفي متوجّهًا إلى القيد وحده، والصّحيح أنّه نفي للسؤال
والإلحاف جميعًا، فمرجع النّفي إلى القيد ومقيده كقوله {وَلَا شَفِيعٍ
يُطَاعُ} غافر: 18، وفيه تنبيه على سوء طريقة مَن يسأل النّاس إلحافًا
واستحباب المدح والتّعظيم للمتعفف عن ذلك. قال ابن عبد البر: من أحسن ما
روي من أجوبة الفقهاء في معاني السؤال وكراهيته ومذهب أهل الورع فيه، ما
حكاه الأثـرم عن أحمد بن حنبل، وقد سُئِل عن المسألة مَتَى تَحِلُّ؟ قال:
إذا لم يكن عنده ما يغديه ويعشيه على حديث سهل بن الحنظلية، قيل لأبي عبد
الله: فإنْ اضطر إلى المسألة؟ قال هي مباحة له إذا اضطر، قيل له: فإن
تعفّف؟ قال ذلك خيرٌ له، ثمّ قال: ما أظنُّ أحد يموت من الجوع، الله يأتيه
برزقه، ثم ذكر حديث أبي سعيد الخدري ''ومَن يستعفف يعفه الله''، وحديث أبي
ذر عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال له ''تعفف''.
قال أبو بكر: وسمعته يُسأل عن الرجل لا يجد شيئًا أيسأل النّاس أم يأكل
الميتة؟ فقال: أيأكل الميتة وهو يجد من يسأله هذا شنيع، قال وسمعته يسأل:
هل يسأل الرجل لغيره، قال: لا ولكن يعرّض كما قال النّبيّ صلّى الله عليه
وسلّم حين جاءه قوم حفاة عراة مجتابي النمار فقال: ''تصدّقوا'' ولم يقل
أعطوهم، وقال: ''ألا رجل يتصدّق على هذا؟''. قال أبو بكر: قيل له (يعني
أحمد بن حنبل): فالرجل يذكر الرجل فيقول إنّه محتاج، فقال: هذا تعريض وليس
به بأس إنّما المسألة أن يقول أعطه، ثمّ قال: لا يعجبني أن يسأل المرء
لنفسه، فكيف لغيره والتّعريض هنا أحب إليّ. وقال إبراهيم بن أدهم: سؤال
الحاجات من النّاس هي الحجاب بينك وبين الله تعالى، فأنزل حاجتك بمَن يملك
الضرّ والنّفع وليكن مفزعك إلى الله تعالى يكفيك الله ما سواه وتعيش
مسرورًا.
قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ''مَن أصابته فاقة فأنزلها
بالنّاس لم تسد فاقته، ومَن أنزلها بالله أوشك الله له بالغنى، إمّا بموت
عاجل أو غِنى عاجل'' رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح .
إنّ سُؤال الله تعالى وحسن الالتجاء إليه مع الاستعفاف عن سؤال النّاس أصل
عظيم من أصول الدِّين، له شواهد كثيرة من الكتاب والسُنّة. قال تعالى:
{لِلْفُقَرَاء الَّذِينَ أُحصِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ
ضَرْبًا فِي الأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاء مِنَ
التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لاَ يَسْأَلُونَ النَّاسَ
إِلْحَافًا وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ}
البقرة: 273، قال المفسرون: {يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ} أي بحالهم
{أَغْنِيَاء مِنَ التَّعَفُّفِ} أي من أجل تعففهم عن السؤال والتلويح به
قناعة بما أعطاهم مولاهم، ورضا عنه. وشرف النّفس {تَعْرِفُهُم
بِسِيمَاهُمْ} بما يظهر لذوي الألباب من صفاتهم.
قال السدي: هي أثـر الفاقة والحاجة في وجوههم وقلّة النِّعمة {لاَ
يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا} الإلحاف: الإلحاح وهو اللزوم وأن لا
يفارق إلاّ بشيء يعطاه، وقيل معنى الآية: إنْ سألوا سألوا بتلطّف ولم
يلحوا، فيكون النّفي متوجّهًا إلى القيد وحده، والصّحيح أنّه نفي للسؤال
والإلحاف جميعًا، فمرجع النّفي إلى القيد ومقيده كقوله {وَلَا شَفِيعٍ
يُطَاعُ} غافر: 18، وفيه تنبيه على سوء طريقة مَن يسأل النّاس إلحافًا
واستحباب المدح والتّعظيم للمتعفف عن ذلك. قال ابن عبد البر: من أحسن ما
روي من أجوبة الفقهاء في معاني السؤال وكراهيته ومذهب أهل الورع فيه، ما
حكاه الأثـرم عن أحمد بن حنبل، وقد سُئِل عن المسألة مَتَى تَحِلُّ؟ قال:
إذا لم يكن عنده ما يغديه ويعشيه على حديث سهل بن الحنظلية، قيل لأبي عبد
الله: فإنْ اضطر إلى المسألة؟ قال هي مباحة له إذا اضطر، قيل له: فإن
تعفّف؟ قال ذلك خيرٌ له، ثمّ قال: ما أظنُّ أحد يموت من الجوع، الله يأتيه
برزقه، ثم ذكر حديث أبي سعيد الخدري ''ومَن يستعفف يعفه الله''، وحديث أبي
ذر عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال له ''تعفف''.
قال أبو بكر: وسمعته يُسأل عن الرجل لا يجد شيئًا أيسأل النّاس أم يأكل
الميتة؟ فقال: أيأكل الميتة وهو يجد من يسأله هذا شنيع، قال وسمعته يسأل:
هل يسأل الرجل لغيره، قال: لا ولكن يعرّض كما قال النّبيّ صلّى الله عليه
وسلّم حين جاءه قوم حفاة عراة مجتابي النمار فقال: ''تصدّقوا'' ولم يقل
أعطوهم، وقال: ''ألا رجل يتصدّق على هذا؟''. قال أبو بكر: قيل له (يعني
أحمد بن حنبل): فالرجل يذكر الرجل فيقول إنّه محتاج، فقال: هذا تعريض وليس
به بأس إنّما المسألة أن يقول أعطه، ثمّ قال: لا يعجبني أن يسأل المرء
لنفسه، فكيف لغيره والتّعريض هنا أحب إليّ. وقال إبراهيم بن أدهم: سؤال
الحاجات من النّاس هي الحجاب بينك وبين الله تعالى، فأنزل حاجتك بمَن يملك
الضرّ والنّفع وليكن مفزعك إلى الله تعالى يكفيك الله ما سواه وتعيش
مسرورًا.